أيام التسوق، اسألوا أين المنشأ وأين المُلصق؟
إطلاق حملة أين المنشأ في الذكرى السابعة والستون للنكبة
مساهمة من أحد عضوات فريق البضائع
النكبة شبح يطارد فلسطيني العالم، فهي ذكرى الهجرة الأعظم خارج الوطن والاستقرارفي الغربة كلاجئين. وإحياء الذكرى واجب وطني لإنشاء جيل واعي يدافع عن القضية والوطن وحق الأجداد بالأرض والثرى. لذا ارتأت الأردن تقاطع (BDS Jordan) اطلاق حملة أين المنشأ في إطار ذكرى مرور ٦٧ عاما على النكبة، لنحيي الذكرى بالقول والعمل.
أين المنشأ: حملة تسعى لتطبيق قانون المواصفات والمقاييس (٢٢) لسنة (٢٠٠٠)، الذي ينص على وجود ملصقات (label) على الفواكه والخضروات المستوردة تبين بلد المنشأ لذلك المنتج، حيث ينص القانون على أن أي تلاعب بهذه الملصقات يعتبر احتيالا وغش للمستهلك يعاقب عليه التاجر بغرامة لا تقل عن خمسمائة دينار ولا تزيد عن خمسة الاف دينار، أو بالحبس مدة لا تقل عن أربعة أشهر ولا تزيد عن ستة أشهر.
وتنطلق الحملة من فكرة أن من حق المستهلك معرفة مصدر المنتج ليتوفر له خيار مقاطعة ما يأتي من الكيان الصهيوني، حيث يؤدي غياب توفرالملصق لإجبار المستهلك على تمويل الكيان الصهيوني قصرياً من دون معرفة أو دراية.
كوستر أين المنشأ: إطلاق الحملة كان بفعالية بدأت بركوب حافلة ضمت المشاركين من أفراد المجتمع المجتمع المدني، وأعضاء الأردن تقاطع، حيث توقفت هذه الحافلة في عدة محطات: تجمعات تجارية وأسواق في عدة مناطق في محافظة العاصمة، في كل محطة كان المشاركون ينزلون من الحافلة إلى السوق موزعين على ثلاثة فرق، الفريق الأول يتحدث مع المواطنين خارج السوق عن الحملة وأهمية الضغط الشعبي على الأسواق للتشديد على وجود الملصقات حسب القانون، وتأثير ذلك على مقاطعة البضائع الاسرائيلية، بالإضافة إلى إعطائهم منشورات تثقيفية تبين تفاصيل الحملة ودور المجتمع في هذه الحملة ، والفريق الثاني يدخل الى السوق ويتحدث مع المواطنين في الداخل ويقوم بتوعيتهم، أما الفريق الثالث فكان دوره مقابلة مدير السوق أو مسؤول المشتريات ليوضح لهم أهداف الحملة والمسؤولية القانونية المترتبة عليه، وليضمن تعاون هذه التجمعات التجارية لدورها الأساسي في إنجاح الحملة.
المحطة الأولى: سي تاون – جبل الحسين (بداية موفقة)
أول محطة كانت بداية إيجابية للحملة، حيث كانت ردود فعل المتسوقين إيجابية وداعمة للحملة، وكانت الأسئلة التي وجهت لإعضاء الفريق هادفة ومنطقية، وتعكس فهم واهتمام بالحملة والمقاطعة بشكل العام. أما بالنسبة لمسؤولي الفرع فلقد أبدوا تعاوناً مع الحملة، ووعدوا بمتابعة الموضوع مع إدارتهم العليا.
المحطة الثانية: سامح (مول) – المقابلين (تحديات وصعوبات)
بعد نجاح المحطة الأولى لم يتوقع الفريق ردود فعل مختلفة من هذا السوق، وخصوصاً بأنه سوق معروف، فبالرغم من تفاعل الزبائن وتجاوبهم مع الناشطين – وحتى تقديمهم معلومات مهمة عن كيفية التلاعب بالبضاعة في السوق المركزي- ولكن إدارة السوق كان لها توجه مغاير، فلقد رفض مدير السوق استلام الملف التثقيفي على الرغم من محاولة الناشطين توضيح هدفهم بتثقيف البائع والمستهلك وطلب منهم الخروج من السوق.
المحطة الثالثة: (سيفوي) الجملة – المقابلين (دعم رائع وتجدد الحماس)
بعد خيبة أمل الناشطين مع (سامح مول)، وجد الفريق في (السيفوي) بيئة خصبة لزرع بذور أهداف الحملة، فبالرغم من تواجد قليل من الزبائن والعائلات إلا أن المحادثات كانت مثمرة، واتسمت بالدعم والطاقة الإيجابية. المسؤولون أيضا أبدوا تعاوناً ملحوظاً وتقبلاً كبيرا للحملة وفكرتها، ووعدوا بمتابعة الموضوع مع السوق المركزي.
المحطة الرابعة: كوزمو – الدوار السابع (نهاية جيدة لنهار مثمر)
في كوزمو إجتمع ناشطونا مع الإدارة وسلموهم الملف، ولقد ابدت الإدارة تعاوناً وطلبت من الناشطين المتابعة مع مدير المشتريات، أما المتبضعين فمنهم من رفض الفكرة وأشار أن الخضار والفواكهة غير مهمة نسبيا، ومنهم من كان مهتماً جداً، حتى أنه طلب الانضمام إلى حركة لأردن تقاطع، وبعد فترة قصيرة طلب رجال الأمن من الناشطين الخروج من المتجر لأسباب أمنية على حد قولهم.
إنتهت الجولة بتوجه الفريق إلى مجمع النقابات لحضور فعالية يوم النكبة، حيث قام الزميل خالد الشكعة بإلقاء كلمة عن الحملة، للترويج لأهدافها والتفاعل معها، ولقد أشاد الحضور بالمبادرة وأبدى دعمه لها.
في الختام، نؤكد على أهمية دور المجتمع المدني في نجاح المقاطعة، حيث يعد المواطن حجر الأساس لإنجاحها، فكيف يستطيع المواطن أن يلعب دوراً فاعلاً فيها؟
عندما تذهب عزيزي المواطن/ة للتسوق إبحث عن الملصق، وفي حال عدم وجود ملصق على الخضار والفاكهة:
١) بادر بالتحدث الى البائع موضحاً بأن القانون يلزمه بوجود الملصق وانه مسؤول قانونية ومعرض للغرامة او الحبس ان باع بضائع مستوردة دون ملص يبين بلد المنشأ
٢) في حال تبين لك أنها من الكيان الصهيوني، أو إن لم يثبت منشأها، قم بتصويرها وانشرها على صفحاتك مع هاشتاغ #أين_المنشأ + اسم المحل.
القانون يساندنا والمطلب حق وطني فبادر/ي بالمساهمة. معاً نرتقي بجهود تشمل فئة أوسع من أبناء هذا الوطن.
١٥ أيار ٢٠١٥
