مشاركة تأملية: لن تمر

بقلم أحد طالبات الصف الحادي عشر

خاطرة بعد حضور جلسة النقاش العام في مجلس النواب وصلت لصفحتنا تستحق المشاركة

٢٠١٤/١٢/٩

.لن تمر، لن تمر

ذهب وولى عصر الإستعمار الشكلي العسكري والغزو البري الجوي كما شهدنا في عقود مضت. الطاقة: أكثر دعائم الأمة حساسية وأهمية، فهي الراكز الأهم لقيام الدولة وتطورها، والبطاقة الفاصلة في إقتصادها وثروتها… ومع كل هذه العوامل تأتي المأساة أشد، فالغاز يعبد طريق رجعيتنا وإهانتنا وبكل صراحة يدوس على كرامتنا وكل ما تبقى من قضيتنا المركزية، إتفاقية الذل: تحت عنواين وأسماء وهمية، متلحفة بشعارات تدعو الوطنية المزيفة والمصلحة العامة المستنزفة. تمهيد عصر إستعمار الغاز.

رفضاً للذل ومحاولة للتأثير على الساحة السياسية في الأردن وإيماناً بالمشاركة الفاعلة لأي مواطن غيور على قضيته وبلده، احتشد مواطنون على شرفات مجلسهم، مجلس الأمة، ووقفوا وقفة صامتة، وقفة الرقيب على العملية السياسية، وقفة واحدة، واضعين ملصقات تحمل المعاني في أبسط صورتها “غاز العدو احتلال.” فأبشع الاحتلال هو المبطن تحت دعوة الفائدة وأحقر الاحتلال هو الذي تفتح بوجهه الأبواب على مصرعيها وترحب به القيادات بحرارة وتدعوه للتفضل ليكون جليساً في بيوتنا، في القابس الكهربائي، مصباحنا من أدواتنا من عصب حياتنا ومن أموالنا نشتري الرصاص الذي ينخر بشعبنا بفاتورة الكهرباء المشؤمة.

جلسة متعددة الأساليب والنهج للمقاربة السياسية، أغلبية نواب الشعب أخذوا طريق التحليل الأكاديمي أو اللعب على وتر المشاعر السياسية، البعض أخذ مقعد الحياد أو لم يبدي رأيه بالصراحة المنشودة و لم تكن مداخلته سوى أسئلة لا يتوقع صاحبها جواب يسدها، أقلية أخذت صف المحتل وبررت هذه الصفقة الدموية بحجج إقتصادية خالية من الصحة والدقة، والمعيب تصرف بعض المسؤولين والشخصيات بمغادرة القبة وكأنهم يلمحون ويصرحون (الإتفاقية ماشية خاوة يعني ماشية خاوة لو شو ما عملتوا وحكيتوا). ويجدر ذكر لحظة المواجهة والحضور الحقيقي عندما عرضت على أنظار المجلس العريضة الشعبية التي ضمت أكثر من ٨٠٠٠ صوت مندد بهذا العمل المعيب.

حضور اليوم عزز وبث في داخلي، على مستوى شخصي، عزما لا يقهر، رغم التصريحات والإيحاءات والمؤشرات التي تدعم نظرية قبول الصفقة، فالوقفة التي وقفها المواطن أمام أصحاب القرار لها تأثير ملموس ومحسوس، ألبك وعكر -حتى لو بطريقة غير مباشرة- صفو وهدوء الأوضاع المرغوبة، وأدت الدعم المطلوب للنائب عندما واجه المجلس برفضه، وأحرج من حاول الخروج من النقاش بسلاسة، بل وأعطى المجلس والجلسة مصداقية وطابعا وطنيا بشكل عام، فلنغذ الخطى تجاه هذه الحركات والمبادرات المشرفة.

في نهاية المطاف رفعت الجلسة للأستئناف في اليوم القادم، فرصة أخرى لإستدراك الموقف وهضم مجريات اليوم الحافل، نتأمل المضي قدما في وقف زحف الصفقة، تطبيع من العيار الثقيل يكلفنا ١٥ مليار من خزينتنا مذكريين أنه ليس الحل الآني بل سيأخذ بالتنفيذ عام ٢٠١٨، والأخذ بعين الاعتبار البدائل المطروحة. لماذا نربط أمننا الوطني، أمن الطاقة، بإقتصاد الكيان الصهوني؟ لن يمر الغاز عبر الحدود مغتصبا ما تبقى من سيادتنا، لن تمر وصمة العار التي ستلاحقنا لأجيال قادمة ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام المصالح الشخصية والتي تبعد كل البعد عن الوطنية، لن تمر لن تمر وها الشعب الرقيب محرك الدفة أمام أمواج الغاصب والمؤامرات.

No comments yet.

Leave a Reply